الثلاثاء، 1 أبريل 2008

القسوة ـ الفلم









على الفيلم القصير ان يتحرر من خشية إبداء القسوة في المعنى بصراحة ومن دون لف ودوران. أن يكف عن الادعاء بأن في الغموض والتعقيد فقط يكمن ذلك الأختزال الخلاق الذي يلائم المدة الزمنية لهذا الوعاء الابداعي. يمكن نصب كاميرا في لقطة واحدة امام رصيف يتدفق فيه الاحياء الى المقبرة بمذلة وخنوع وهم يحملون الحقائب الجلدية والخضار والالبسة الداخلية الجديدة وربطات العنق وورق التواليت وعلب البيرة والمكانس والادوية والملاعق والصحف. او تحريك الكاميرا امام سمكة تسبح ثم إظهارها في الشباك ، ثم وهي تفقد انفاسها ، ثم وهي ترقد ساكنة في السوق، ثم وهي تحرق في الفرن. انا لاأمزح. فقط اردت القول ان الحصول على حاجتنا الى قتلة وشياطين وملائكة يمكن له ان يتم من خلال عين باردة وكسولة الى حد الهلع. ألم يحدث ذلك في كل مشهد من مشاهد فلم برغمان ( همسات وصرخات ) ؟ لم يكن هو بحاجة سوى الى أقنعة ساحرات ( وجوه الممثلات ) والى كاميرا مشلولة. لكن هل نريد حقا رفع الاغطية عن القتلة والشياطين والملائكة من اجل ان ننام بسلام من دون قمل وحشرات ، أم اننا نريد الخروج من جلودنا والصراخ في أروقة الكوابيس من فرط اليأس والرعب ؟

ليست هناك تعليقات: