الثلاثاء، 1 أبريل 2008

وثائقي








انتهيتُ من تصوير فيلم وثائقي قصير. الخطط الاخراجية الاولى التي وضعتها قبل التصوير سرقت وفشلت مرة اخرى. اعلق اسباب فشلي هذه المرة على ثلاث شماعات: ظروف الأنتاج والمصور وتهوري. كان المصور بحاجة الى ان يعرف فقط حجم اللقطة والزاوية والحركة بروح علمية باردة كما لو كنا نفتح بطن مريض. أردت ان افهمه ما تعنيه اللقطة البريئة التي تتحول فجاة الى لقطة وحشية بأربع أرجل. كنت أتخيل باننا في غابة من العصور الوسطى، ونحن بحاجة الى ان نعدو فيها مثل ذئاب جائعة. بينما كان هو منضبطا مثل ممرض نشيط. كل شيء يجب ان يكون في مكانه. الشراشف النظيفة ، الدواء في موعده للمرضى والمجانين. سماعة الطبيب خاشعة فوق قلب العجوز. كما لو أن هذا الواقع المختل ، هو مستشفى تنتظم حسب المواعيد الحاسمة لاحياء الموتى وقتل الاحياء. ومازاد الطين بلة أني اردت ان أذكر له خططي عبر وسيط. كان بيننا مترجم. المصور يتكلم الفنلندية وانا العربية. بعد عراك خاطف داخلي استسلمت اخيرا. اشعلت سيجارة وأخبرته بحجم اللقطة وزاويتها ثم التفت الى النهر القريب. ها أني افشل مرة اخرى. لا اعتقد بانني أحتاج الى مصور يفهم لغتي الأم التي لا اتحدث إلا بها. فأنا بحاجة الى أن القي اوهامي في اول مرحاض أدخله بعد انتهاء التصوير. كيف يمكنني ان افهم مصورا يعمل في التلفزيون منذ ثلاثة عقود كحارس مخلص ، أن يترك كاميرته تسقط على الارض وتتهشم. اقصد كيف للكاميرا ان تتحرك وتبصر كما لو كانت فزعة ، مطاردة ، تتعثر وتنهض. تترنح. تعدو. تتعب. تفترس ثم تطلق النار على نفسها.

ليست هناك تعليقات: