الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الطبعة البولندية لمجموعة حسن بلاسم القصصية ( مجنون ساحة الحرية )







نشر العديد من الميديات البولندية عن استضافة ( ميناء فروتسلاف الأدبي 2013 ) للكاتب حسن بلاسم ، و (الميناء ) هو من فعاليات (صندوق لقاءات الكتّاب الأوربية ). وستتم زيارة بلاسم لبولندا في الحادي و الثلاثين من كانون الثاني 2013، كما سيجري حينها الاحتفال بصدور الطبعة البولندية لمجموعته القصصية ( مجنون ساحة الحرية ).
وتكتب الميديات البولندية كتعريف بحسن بلاسم أنه شاعر و قاص و سينمائي و كاتب مقالات ولد في بغداد في عام 1973. وكما تقول المستعربة البولندية أغنيشكا بيوتروفسكا مترجمة ( مجنون ساحة الحرية ) ان بلاسم ينتمي الى الجيل الذي دفع الى هامش الأدب العربي. وكانت مجموعته هذه قد صدرت للمرة الأولى بالطبعة الانكليزية ثم جاءت الأخرى بالعربية والفنلندية والايطالية. وتذكر بيوتروفسكا أن بلاسم يقدّم في قصصه الحرب ككارثة عبثية مرّكزا على تأثيرهاالطاغي على الناس ودفعم صوب العنف والكراهية.الا أن أدب بلاسم ليس بأدب الصور التقليدية لقضية الحرب. فهو يكتب عن تجاربه ومعاناته ومحنه ، بأسلوب خاص يميل الى مافوق الواقعية ، وما يميّزه تلك ( الحدّة السكينية ). و بفضل تلك العقد السردية التي يأخذ بها القاص يتكشف بكل وضوح جنون الحرب.
وتكتب المترجمة البولندية أن فعل السرد في هذه المجموعة القصصية سريع ومن دون أي تزيينات لغوية ، والكاتب يلجأ الى استخدام الجمل القصيرة والبسيطة التي يجدها القاريء طبيعية وواقعية للغاية لكنها لا تنتمي الى تلك الواقعية التقليدية. ففي عالم بلاسم يعترف الموتى بذنوبهم ، ويتكلمون عن حالات انتحارهم أو يصفون ، بكل دقة ، الجرائم التي ارتكبوها. ، أو يرغم الأرهابيون رهائنهم على تصوير أفلام عن عمليات الخطف والحبس. وعامة يمتزج في قصص بلاسم الحلم بالواقع ، و ( الجسدية ) بالميتافيزيقا.
تجد بيوتروفسكا أن أسلوب الطرح واللغة لدى بلاسم يلعبان الدور الأهم. كما تنتبه الى أن عنوان المجموعة ( مجنون ساحة الحرية ) يوميء بالصورة البيّنة الى أن لا أحد هناك غير مجنون الى هذه الدرجة أوتلك. وهذه حقيقة تدعمها مضامين المجموعة ، فالقاريء يلاحق أحداثا بارانوئية ، عبثية ، مشبعة بالفكاهة السوداء. مثلا نسمع اعترافات صحفي وصلته رزمة من ( العالم الآخر ) أو قصة سائر في نومه ثار على الرب ، أويتعرف القاريء على عصابة من محترفي القتل يعتبرون أنفسهم من الفنانين. ومن خلال اللامعقول يكشف بلاسم ، بمعونة الرمز، عن حقيقة تأثيرالقسوة والبطش على الناس ومحوهما الهوية الانسانية. وبأسلوب فعال واكتشافي يتناول بلاسم تلك الحقيقة البسيطة والأكيدة عن أن الحرب لاتسترشد بأيّ منطق، وأن سنينا من الدكتاتورية والبؤس والجوع والعنف الخالي من المعنى ، تغيّر راديكاليا المجتمع بكامله.
 

ليست هناك تعليقات: